الثلاثاء، 15 أبريل 2008

كتاب : الأخوة الزائفة (8)

هجوم مزدوج على العالم الحرّ
(إن ما أسهم به الخيال اليهودي والسخط اليهودي للتأثير بقوة شديدة على روسيا، هو نفس ما تتجه إليه العقلية اليهودية في البلدان الأخرى).
(العبرية الأمريكية)
بنيويورك 10 / 9 / 1920
كان من نتائج الحرب العالمية الأولى مولد الاتحاد السوفييتي وإقامة (وطن) لليهود في الأرض المقدسة، وتمزيق أوصال أوروبا، وشن أول حملة لقيام (الدولة العالمية) ـ عصبة الأمم.
وكان بروز قوة المال والتجارة اليهودية العالمية، بالإضافة إلى انتشار الاشتراكية العالمية اليهودية، عاملاً على ظهور اتجاه يهودي لتدمير القومية والوطنية. وقد توحدت مع فكرة الحكومة العالمية، القوة الدافعة المركزية للقومية الصهيونية، وذلك أمر محير لم يكن يسهل كشفه أو تعليله. وكما رأينا من قبل. كان اليهود، سواء تحركوا في دوائر التجارة الدولية أم في خلايا التآمر الثورية السرية، يلتقون على الهدف المشترك المهتم بمصير إسرائيل. وقد كان كل يهودي يعرف دوره المحدد في المؤامرة الخفية لتدمير المسيحية والأمم الأخرى، فقد كانت أنسجة الكيان اليهودي نفسه طيلة ألفي سنة تستعد لأداء مهمة ذات حدين: تدمير العالم وإقامة إسرائيل لتكون القوة المسيطرة على العالم.. (لا بد أن يسود قانون صهيون).
وقد كسبت قوة المال اليهودي الدولي والقوة المدمرة للاشتراكية الثورية اليهودية انتصارات لإسرائيل لم يحلم بها أحد منذ حروب نابليون. وقد ثبتت سهولة السيطرة وتوجيه المسؤولين المسيحيين في الحكومات الأوروبية والعالم الجديد (أمريكا). أما إذا وقفت أي حكومة حجر عثرة في الطريق فإن الإرهاب والثورة هما السبيل لتذليل ذلك.
ولكن، إذا أمكن، بجهد كبير، أن تنحني الحكومات العديدة للإرادة اليهودية، فما مدى سهولة السيطرة النهائية على حكومة عالمية واحدة ؟
كان السؤال الهام الذي يواجه كلا من الممول اليهودي العالمي والثوري هو كيفية إقناع (الغوييم) بأن من مصلحتهم إقامة الحكومة العالمية. وقد أدرك اليهود أنه ما لم توضع الولايات المتحدة ضمن قوة عالمية فإن الفشل سيكون مصير هذه الخطة، أو تأخيرها على أحسن الفروض. وفي سنة 1914 كانت ألمانيا وبريطانيا، وحتى فرنسا، متغطرسة متعالية في عظمتها الإمبراطورية. أما الولايات المتحدة، فقد كانت، حسب تعاليم جورج واشنطن، ترفض السماح لنفسها بالتورط في مكايد ومشاحنات أوروبا، وكانت بسبب من آراء مونرو، تسير حثيثة لخلق إمبراطورية لها في نصف العالم الغربي. وأما الصين فكانت عملاقاً نائماً يئن تحت وطأة الأفيون الذي فرضته عليها بريطانيا، وكانت الهند في قبضة الحكومة البريطانية في وضع مشابه تقريباً. ولم تكن إلا اليابان التي أخذت تحذو حذو الغرب الرأسمالي في مغامراته وجرأته، تتحرك كقوة مسيطرة في الشرق. وأما أمريكا اللاتينية وبلدان أفريقيا المستعمرة فكانت كلها معرضة للخضوع في أي خطة للسيطرة على العالم.
وكانت كل من الصهيونية والشيوعية اليهودية قد نصبت لنفسها تمثالاً في العالم الأممي ونفخت كلتا الحركتين حياة في ذلك التمثال. ولم يعد من الضروري أن يتحدث اليهود أنفسهم، إذ أصبحت كلماتهم تنطلق من ذلك التمثال. وكان رجل المصارف المسيحي يتحدث دون وعي بلغة آل روتشيلد، وكان الوزير المسيحي وقائد العمال المسيحي يتحدث بلغة ماركس ولاسال، وكان السياسي المسيحي يردد عقائد برغر وتروتسكي وموسى هيس. أما أساتذة الجامعات ومعلمو المدارس فقد كانوا يعلمون فلسفة ومبادئ (الأممية الثانية).
كان من السهل للمرء أن يقول وأن يعتقد بأن القوى (الحديثة) تعمل لتغيير الوضع الاقتصادي للعالم، وتشد مختلف أجزائه بعضها لبعض، وتقريب إمكانية خلق (منظمة سياسية دولية دائمة). وقد أصبح العالم كله صغيراً بما انتشر فيه من شباك الاتصالات الحديثة. وأصبح من السهل اتحاد المصالح المالية والاتصال السريع ببعضها البعض، وأصبح العمال في بلد ما يتأثرون بالوضع الاقتصادي للعمال في البلدان الأخرى.
كانت المؤتمرات اليهودية الدولية قد أخذت تتعدد خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر. فكان ليو بنسكر وثيودور هرتزل أول من دعا إلى قيام منظمة دولية لليهود، ولكن آل روتشيلد والممولين الآخرين من اليهود هم الذين مكنوا من تحقيق تلك المنظمة.
وجاءت الحرب العالمية الأولى لتحطم الخرافة القائلة بأن اليهود مواطنون يدينون بالولاء للبلد الذي ولدوا فيه أو تجنسوا بجنسيته.. وقد اقتربت هذه الخرافة من التحقق في الولايات المتحدة أكثر من أي بلد آخر في العالم قبل سنة 1881، وكان يمكن أن تتحقق لو أن يهود خزر ظلوا في روسيا. فلم تكن (اللجنة اليهودية الأمريكية المشتركة) التي تأسست سنة 1914 تستطيع التمييز بين اليهود الذين يخدمون القيصر واليهود الذين يخدمون الحلفاء، الأمر الذي يؤكد قلة ولاء اليهودي لأي جانب. وبينما تطورت الحرب وأوشك الحلفاء على النصر، استعدت اليهودية الأمريكية للانضمام لليهودية العالمية للاشتراك كأمة في مؤتمر السلام المرتقب. إن صفاقة الخطة عجيبة في حد ذاتها، ولكنها ليست أشد عجباً من خلو الميدان ممن يناقشها أو يتصدى لها. في الوضع العادي يعتبر منافياً للعمل والمنطق أن يطلب مجموعة من المواطنين الأمريكيين المشاركة في مؤتمر دولي يمثلهم فيه فعلاً مسؤولون منتخبون.. ولكن هذا هو تماماً ما اقترحته اليهودية الأمريكية !!
ومنذ ذلك الوقت أصبحت اليهودية تتميز بوضع الجنسية المزدوجة.. ولذا أصبح ولاؤها لأرض الميلاد أو البلد الذي تجنس اليهودي بجنسيته أمراً مشكوكاً فيه عند الذين يحللون الأمور وينظرون إليها بعقولهم، وأصبح لزاماً على الوطنيين في كل مكان أن يشكوا ويرتابوا، بشكل منطقي، في الفلسفة الغريبة لليهودية العالمية ونشاطها الدولي. وكذلك أصبح العالم غير اليهودي يزداد إدراكاً لاتجاهين متناقضين بشكل واضح عند اليهودية المنظمة في كل مكان: التوجه الملح والغريب نحو موسكو، والإخلاص الغريب (للأمة اليهودية) الممثلة في نجمة داود فوق فلسطين. فكان رأس المال اليهودي، من جهة، يمول الحكومات الأممية، بينما كانت الشيوعية اليهودية تسعى لتدمير هذه الحكومات من جهة أخرى. فأصبحت الثورية اليهودية على شكل (الطبقة الكادحة الثورية) قوة تآمرية داخل الأحزاب الثورية في كل مكان يراد فيه تدمير الحكومات الأممية، في الوقت الذي استغل فيه رأس المال اليهودي حكومات الأمميين لصالح أهدافه من خلال (قوة المال الرهيبة) والذهب اليهودي. وإذا أمكن الوصول إلى قوائم أسماء المجرمين، نجد الأسماء اليهودية تفوق كل ما سواها، فتقف أسماء آل كوبلن وآل جولد وآل جرينجلاس على رأس قوائم الخسة والخيانة. ولقد قدر لآل راكوسي وباوكر وبيرمان وبرونستين وكاغافيتش أن يوجهوا قيادات دول أممية، بينما كانت المنظمات اليهودية تمول حملات الدعاية لإقامة حكومات عالمية. ولا بد لعالم الأمميين الذي يئن تحت وطأة الديون القومية الخيالية والحاجة لإصلاح ما دمرته الحرب، ونفقات الدفاع، والهبوط الاقتصادي، والحروب الداخلية والمنازعات العرقية وفتن العمال، لا بد له من التوقف لفحص وتدبير الهجوم الثنائي على الحضارة العالمية.
بينما كان يتطور في مدينتي نيويورك وفيلادلفيا أسلوب لتوجيه وقيادة الشعب اليهودي في الولايات المتحدة، كانت تشن حملة سريعة لحشد الطاقات اليهودية العالمية(1). وبتأثير من عملاء المؤتمر الصهيوني الأمريكي اندفع يهود أوروبا الشرقية والوسطى في نشاط قومي مفاجئ وهياج شديد، ولكن ذلك النشاط القومي لم يكن متجهاً لصالح البلاد التي ولدوا فيها ولم تكن له صلة بالطموح أو الأهداف المشتركة لأبناء أوطانهم، بل كانت اندفاعتهم (قومية يهودية) محضة، قومية تستثني وتستبعد كل هدف أممي. كانت أشبه بقومية غزاة رحل ينظرون بعين الحسد إلى بساتين كنعان، وأشبه بحصان طروادة الذي ظهر فجأة يحمل الغزاة في جوفه.
كل يهود شرق ووسط أوروبا منظمين جيداً ومستعدين لدعم وفد (المؤتمر اليهودي الأمريكي) قبل الوصول إلى مؤتمر السلام في باريس، وقد سارت كل منظمة يهودية على الخط الذي رسمه (إعلان كوبنهاجن) بدقة. ورغم أن المطالب اليهودية التي تفتقر إلى المنطق كان يمكن أن تواجه بالسخرية في عصر أكثر نضجاً، لكن البلهاء المجتمعين في فرسايل استقبلوها بكل جدية واحترام.
كان (إعلان كوبنهاجن) قد صاح قائلاً: (نطالب بالمساواة الكاملة داخل أرضكم، ونطالب بالمشاركة في شؤونكم.. إننا نطالب بمثل حقوقكم وامتيازاتكم، وأن تعترفوا بنا ضيوفاً لهم حقوق وامتيازات خاصة، ليست لسوانا، داخل أرضكم).
وبتعبير آخر صريح، طالبت اليهودية العالمية لأبنائها بالمساواة كمواطنين مع أبناء البلدان التي كانوا يقيمون فيها، والاعتراف بوضعهم كأقلية على أنهم أبناء (الأمة اليهودية). وطالبت كذلك بأن يتوصل مؤتمر السلام إلى (ضمانات) دولية لهذه المساواة اليهودية التي يكتسبونها حديثاً، والتي تضمن لهم حقوقاً مزدوجة).
وقد قال هيرتزل ((ليست الأخوة العالمية حلماً جميلاً (يتحقق في دنيانا)، ذلك لأن العداوة أمر أساسي لتحقيق أعظم جهود للإنسان)). وإذن فمن الواضح أن إعلان كوبنهاجن لا يلتفت للأخوة الإنسانية ولا يقيم لها وزناً بل إن اليهود قد صاغوا الإعلان بلغة الفاتحين وكأنه موجه إلى شعب مهزوم.
وجاء مطلع سنة 1918 ليجد باريس وقد تسابقت إليها الوفود اليهودية من كل أنحاء العالم: جاءت من الغرب والشرق ومن الشمال والجنوب، تضم اليهود المتعصبين دينياً، وكذلك الاشتراكيين والشيوعيين، والمحافظين والمتطرفين والفقراء والأغنياء، انصبوا كلهم داخل العاصمة الفرنسية.
ومهما كانت أوضاعهم وحالاتهم في الأراضي التي قدموا منها فإنهم جاءوا إلى باريس كيهود وأصحاب أقلية قومية، وفدوا على المدينة التي كان عليها (أن تجعل من العالم مكاناً آمناً للديمقراطية).
وسرعان ما قامت العبقريات اليهودية الموجهة للحركة بتنظيم وفدها المتعدد الجنسيات، وظهرت (لجنة الوفود اليهودية في مؤتمر السلام) في 25 مارس 1919. وقد ضمت اللجنة، بالإضافة لوفود مختلف البلدان، ممثلين عن (المنظمة الصهيونية العالمية) و(بعناي يعريت)، وبذلك أصبح بوسع اللجنة الادعاء بأنها تتحدث باسم أكثر من عشرة ملايين يهودي.
يمكن القول أن (عصبة الأمم) تأسست بجهود الرئيس ويلسون، رغم أن الفكرة لم تكن عنده أصلاً. ففي حديث للسنتور هنري كابوتلوج في واشنطن في مايو 1916، أمام (العصبة الساعية لفرض السلام)، يبين أنه كان يوافق على الفكرة، مثل ويلسون. وقال كابوتلوج: (لا أعتقد أن الرئيس واشنطن، عندما حذرنا من الأحلاف المعقدة، كان يعني في أي لحظة أن نبتعد عن الانضمام لغيرنا من أمم العالم، إذا وجدت طريقة لإبطال الحرب ودعم السلام).
إن من الجهل بحقائق التاريخ أن ننكر وجود سيطرة وتوجيه يهودي لويلسون وجورج كلمنصو والشخصيات الأخرى التي كانت تؤثر على مائدة المفاوضات في (فرسايل). فليس من الصعب أن نتتبع ونكشف إنجازات اليهودية العالمية عن طريق (لجنة الوفود اليهودية). لقد كانت فكرة (الدولة العالمية) حلم اليهودية العالمية منذ زمن طويل، واستنكرت الوفود اليهودية ووسائل إعلامها الدعائية الموجهة أن يكون ويلسون وحده هو الذي اقترح ذلك. ولكن خطة ويلسون لإعادة بناء العالم، حسب تخيله، تتلخص في مبدأين اثنين: (الحق القومي في تقرير المصير) ثم (التجانس)، وهما مبدآن حيويان للأربع عشرة نقطة التي كانت صخرة صلبة في وجه أطماع اليهودية العالمية، ذلك لأن اليهود يعتبرون أن حق تقرير المصير القومي والتجانس لغير اليهود أمر لا يمكن التفكير فيه.
كانت العقول من خلف (لجنة الوفود اليهودية) قد وضعت حجر الأساس لتدمير سيادة الدول كلها، خاصة في العالم المسيحي. فقد استطاعت اللجنة من خلال عصبة الأمم أن تحد من السيادة المطلقة للدولة الواحدة، وأجبرت الدول الجديدة التي ظهرت بعد الحرب العالمية الأولى بأن تأخذ على عاتقها (الالتزام بمعاهدات مع القوى المتحالفة وشريكاتها، فيها من الشروط ما يحمي السكان الذين يختلفون عن أغلبية المواطنين في الجنس واللغة والدين). وقد توج النصر اليهودي بالشرط الذي وضع (حقوق الجماعات المحلية) تحت الضمان العالمي، وأخضعها لتحكيم عصبة الأمم.
ويتضح تأثير اليهودية العالمية على مؤتمر السلام أكثر ما يتضح في الشروط التي فرضت على بولندا في معاهدة فرسايل، ولم يكن أي قاهر فظ أكثر عنفاً من ذلك المؤتمر في شروطه. وقد وقع ممثلو بولندا (معاهدة الأقليات) في 28 يونيو 1919، والتي تخضع بولندا لسيادة متضاربة وتلزمها بالولاء لطبقة مميزة من المواطنين. وبضغط ناجح من اليهود، ضمنت عصبة الأمم تنفيذ (المعاهدة). ومن بين الحقوق، التي منحت للأقليات، الجنسية وحقوق المواطنية البولندية (بأوسع معنى)، وضمان حق استخدام لغاتها الخاصة، وإنشاء معاهدها ومؤسساتها الخاصة، وحيثما كانت أعداد الأقلية من السكان كبيرة، حق لها الاستمتاع بتلقي (نصيب مناسب من الأرصدة العامة). لقد كانت لغة فرسايل الرسمية هي (الأقليات العنصرية والدينية واللغوية)، ولكنها تعني ما أرادت الوفد اليهودية أن تعنيه: اليهود وحدهم.
وقد منعت بولندا، حسب شروط المعاهدة، من إجراء انتخابات أيام السبت، وأقر القانون شرعية سبت اليهود: (لا يجبر اليهود على القيام بعمل يشكل خرقاً لسبتهم، أو أداء أي عمل قانوني أيام السبت.. وتعلن بولندا رغبتها في الامتناع عن الأمر، أو السماح بإجراء انتخابات عامة أو محلية يوم السبت، وكذلك لا تجري أيام السبت تسجيلات لأغراض انتخابية أو غيرها.. وعلى اللجان التعليمية في بولندا، خضوعاً للإشراف العام للدولة، أن تقوم بتوزيع حصتها العامة النسبية وإعطاء المدارس اليهودية حصتها، حسب المادة التاسعة).
وقد أجبرت خمس عشرة أمة على أن تبتلع داخل سكانها العناصر التي لا يمكن هضمها أو تجانسها، وبذلك ضمنت هذه العناصر لنفسها الحق في ألا تخضع لسيطرة أية قوة دولية.
وقد اعتبرت عصبة الأمم معاهدات الأقليات أمراً ذا (أهمية دولية)، ومنحت (المحكمة العدلية الدولية الدائمة) حق الفصل القضائي في المنازعات الناشبة عن أي ادعاء بخرق شروط المعاهدات.
كان هدف قادة (لجنة الوفود اليهودية) ضمان التنافر داخل سكان الأمة الواحدة، وبفرض معاهدات (الأقلية) على الدولة الجديدة القائمة على أنقاض أوروبا، تصبح اليهودية العالمية في وضع يمكنها من السيطرة والتأثير البالغ. وبالطبع، كان نجاح المناورة يعتمد على الحكومة العالمية المقترحة ـ (عصبة الأمم). فلا يمكن ضمان التوسع اليهودي وغزوه، والمجسم في معاهدات الأقليات، إلا بتهديد من قوة جماعية لشرطة عالمية، ولم يكن يمكن التفكير، في مثل تلك الشروط إلا إذا صدرت صلاحيتها عن برلمان عالمي. ولذلك كان إنشاء عصبة الأمم ذا أهمية بالغة بالنسبة لرجال الاستراتيجية اليهود.
وفي سنة 1920 اقترحت (لجنة الوفود اليهودية) أن تتكون المنظمة المؤقتة، التابعة للمؤتمر اليهودي الأمريكي، من وفود عن المؤتمرات الوطنية أو هيئات مشابهة. وفي سنة 1923 توجه الدكتور (ليو موتزكين) إلى الولايات المتحدة، وفي 13 مايو خاطب اللجنة التنفيذية للمؤتمر اليهودي الأمريكي مقترحاً إقامة (المؤتمر اليهودي العالمي).
وفي 3و4 أغسطس 1926 عقد في لندن مؤتمر، كان الهدف منه تقوية (لجنة الوفود اليهودية). وقد اعتبر الاجتماع شديد الأهمية حتى أن المندوبين قرروا الدعوة إلى مؤتمر عام يعقد في أغسطس 1927.
وفي 17 ـ 19 أغسطس 1927 اجتمع في زيوريخ خمسة وخمسون يهودياً من ثلاثة عشر بلداً، يمثلون ثلاثاً وأربعين منظمة. وكان من بين أعضاء الوفد الأمريكي لذلك المؤتمر ستيفن وايز(2)، وغوستاف هارتمان، والقاضي هوغو بام، وماكس ستيو.. لقد كان الأمر في غاية الحزن !! فكان ستة من هؤلاء المضطهدين أعضاء في البرلمان البولندي، ومنهم عضو في مجلس الشيوخ البولندي، وواحد من البرلمان اللاتفي، واثنان من قضاة الولايات المتحدة ! ولكنهم كانوا هناك يناضلون بشجاعة من أجل حقوقهم !!
وقد أنشأ (المؤتمر اليهودي) في جنيف، وتحت ظل عصبة الأمم (مجلس حقوق الأقليات اليهودية).
وعندما انعقد (المؤتمر الصهيوني السابع عشر) (في بال بسويسرا 1931) دعا ستيفن إلى اجتماع يضم قادة اليهود، وكونت لجنة مؤقتة لتشرف على قيام (المؤتمر اليهودي العالمي). وفي الدورة السنوية العاشرة للمؤتمر اليهودي الأمريكي، أقرت القرارات التي توصلت إليها اللجنة المؤقتة، وبدأ التحضير لعقد مؤتمر في جنيف في 14 أغسطس 1932.
وتولى الدكتور ناحوم جولدمان إجراء الترتيبات الدولية اللازمة. فسافر وتجول في أنحاء أوروبا يعبئ اليهودية العالمية (لمواجهة قدرها). وفي 4 يوليو 1932 تعهدت (المنظمة الصهيونية بأمريكا) بتقديم دعمها للمؤتمر العالمي القادم.
والتقى في جنيف، في 14 ـ 17 أغسطس 1932، أربعة وتسعون مندوباً من سبعة عشر بلداً. ولم يكن عرضاً مصادفة أن تستعرض اليهودية العالمية عضلاتها تحت سمع وبصر (عصبة الأمم). وقد وجه ليو موتزكن أنظار المؤتمرين إلى أهمية عصبة الأمم بالنسبة للصهيونية، وأعرب عن ذعره للامتناع المتزايد عن تطبيق المبادئ التي كتبها اليهود في معاهدات السلام بفرساي، ودعا اليهودية العالمية لحشد دعمها لهذه المبادئ ولعصبة الأمم.
وأعلن ناحوم جولدمان أن هدف المؤتمر اليهودي العالمي هو (انتزاع اليهود من جنسياتهم) وعزلهم خلف أسوار الغيتو تمام العزل. وصاح قائلاً: (إن عليه (المؤتمر) أن يضع الاسم الدائم للشعب اليهودي، وعليه إقامة تمثيل حقيقي، شرعي وجماعي لليهود، يحق له التحدث باسم الستة عشر مليون يهودي أمام شعوب وحكومات العالم، وأمام اليهود أنفسهم).
وكشف يوسف سبرنزاك عن الاستراتيجية اليهودية عندما قال: (إن فلسطين في حاجة لطائفة يهودية فعالة وقوية في المنفى، والمنفى بحاجة لمركز يهودي قوي في فلسطين).
وفي نفس الوقت، واصلت (لجنة الوفود اليهودية) ضغوطها وشغبها داخل (عصبة الأمم). وقد كانت إحدى القواعد الخبيثة لمعاهدات فرساي تسمح لرعايا أمم معينة بتجاوز حكوماتها الخاصة والتقدم مباشرة لرفع قضية إلى مجلس عصبة الأمم. وقد كان الكثير من المراكز في عصبة الأمم، كما في الأمم المتحدة بعدها، يحتلها اليهود، كرعايا للدول الأعضاء المتعددة، وهذا تناقض مع الإعلان اليهودي في أن كل اليهود ينتمون إلى أمة واحدة ـ الأمة اليهودية ‍ لذلك كان من الصعب ألا ينحاز مجلس العصبة عندما تعرض عليه إحدى المشاكل اليهودية.
وقد حدث أن تقدم للمجلس يهودي يسمى (فرانز برنهيم) من سكان سلسيا العليا بألمانيا، يشكو فقدان وظيفته لمجرد أنه يهودي. وكما كان يحدث في كل القضايا الأخرى، قام اليهود العاملون في عصبة الأمم، والزبانية اليهود في جنيف، بالإعلان عن ذلك (التمييز) في العالم كله. واستغلت قضية (برنهيم) كدعوى لإثارة اهتمام الرأي العالمي، الأمر الذي أدى إلى أن تقوم عصبة الأمم بتقصي الاضطهاد اليهودي في ألمانيا. ولم يوافق الممثل الألماني (كلر) على التقرير الذي نشر في 3 يونيو 1933، وتحدى الحق القضائي للعصبة في الفصل في مثل هذه القضية.. ولم تكن ألمانيا قد نسيت بعد خذلان اليهود لها عندما باعوا دعمهم لإنجلترا بتدخل الولايات المتحدة في الحرب العالمية الأولى. ولم يكن تقرير عصبة الأمم في تلك القضية مما يساعد على تهدئة عواطف الألمان ضد اليهود. ولو أن اليهودية المنظمة قد سعت متعمدة لإثارة الشعور المعادي للسامية في ألمانيا، لما استطاعت أن تختار وسيلة أفضل من تلك الحادثة.
كانت مبادئ ويلسون حول حق تقرير المصير والاستقلال السياسي، التي وضعها لعصبة الأمم، تحدث ارتباك اليهود ورجال دعاياتهم. ولكنهم لم يهاجموها علانية كي لا يعرضوا سمعة ويلسون للخطر، لأنه تبنى أفكارهم في مؤتمر السلام بفرساي. ولو أن الأمم احتفظت لنفسها بحق تقرير المصير والاستقلال السياسي، وحمت تلك الحقوق قوة موحدة للأمم كلها، لكان من المستحيل أن تسيطر أمة واحدة على كل الأمم. لذا أخذ رجال الدعاية اليهود، بهدوء يقللون من أهمية (تقرير المصير) و(الاستقلال السياسي) بحجة أن ذلك دليل على التعصب العرقي عند الأمم.
وقد أعلن (ناحوم سكولو) في مؤتمر كالزباد قائلاً: (إن فكرة عصبة يهودية، أوجدناها بعد حرب دامت خمسة وعشرين عاماً).
وفي نفس الوقت عملت حملة الدعاية اليهودية المنظمة داخل أمم العالم، واستخدامها المتواصل لمنابر عصبة الأمم في جنيف، على دفع العالم نحو حافة الهاوية. فكانت الشؤون الداخلية لسلسيا العليا بألمانيا تتعرض للهجوم سنتي 1936و1937، واحتد الصراع كثيراً عندما أعلنت تحللها من قيود (معاهدة الأقليات).
وكانت قضية العشرة آلاف يهودي في مدينة دانزغ الحرة سبباً في إثارة هياج كبير أمام عصبة الأمم، فكانت الحالة الخاصة باليهود القلائل كثير الامتعاض الدائم. وقد أدى فرض مزايا خاصة بهم إلى ظهور عداء طبيعي عند شعب (دانزغ)، الأمر الذي أثار السخط اليهودي عالمياً. وقد حدث توتر على إثر ذلك، وحاولت الحكومة تكسير قيود المعاهدة.
وكان انضمام النمسا في 11 مارس 1938 إشارة كي يتقدم المؤتمر اليهودي العالمي بتوسل لعصبة الأمم لحماية اليهود فيها، والبالغين 192 ألف نسمة. وقدمت توسلات مشابهة من وقت لآخر باسم يهود النمسا وتشيكوسلوفاكيا.
وأخيراً أصبحت بولندا ـ التي كانت تضم أكبر عدد من السكان اليهود ـ القضية الأساسية التي يهتم بها اليهود. فبدأ المؤتمر اليهودي العالمي سلسلة من المظاهرات العامة لإثارة السخط في العالم كله.
وصعد المؤتمر اليهودي العالمي نشاطه في الأشهر التالية، وضم الاشتراكيون والشيوعيون واليساريون أصواتهم لصوت اليهود. وبتدبير من المؤتمر، اجتاحت العالم المظاهرات والاجتماعات، وامتلأت الشوارع ومكاتب المسؤولين بالإعلانات والبيانات والعرائض، وعمل المؤتمر على مضاعفة القرارات والبيانات والاحتجاجات.
وكان رد فعل بولندا أن أصدرت سنة 1938 قانوناً ينص على أن أي شخص يقضي خارج بولندا خمس سنوات متوالية، يحرم من الجنسية البولندية والعودة إلى بولندا وتجمع اليهود الذين قضوا خارج بولندا أكثر من خمس سنوات، كغيرهم، في مخيم على الحدود عند (زباسين) عندما منعوا من دخول البلد. وسرعان ما تدخل المؤتمر اليهودي لدى سفيري بولندا في باريس وواشنطن، وأرسل الدكتور بيرلزويغ إلى وارسو لرفع القضية إلى الحكومة البولندية. ولكن الحرب العالمية الثانية أنهت القضية مع اجتياح القوات الألمانية حدود بولندا، قبل أن يتمكن بيرلزويغ من التحدث مع المسؤولين الحكوميين.
وقد تقدم المؤتمر العالمي لحكومات رومانيا والمجر والعراق والأرجواي وغيرها من البلدان التي يقيم فيها اليهود، لإعلام هذه الحكومات بأن المواطنين اليهود قوم لهم وضع خاص وحقوق استثنائية خاصة. ولم يحدث أن توقف صراخهم ولا هدأت طبول الحرب عندهم.
ومع نهاية سنة 1938 أصبح انهيار عصبة الأمم وشيكاً، ولم تحافظ على العضوية فيها إلا تسع وأربعون دولة من أصل الاثنتين وستين التي أنشأتها. وفي نهاية سنة 1940 توقف قلبها عن النبض تماماً. وقد فشلت تلك العصبة لأن الإنسانية لم تكن قد تقلصت عندها بعد نوازع الخير إلى الحد الحالي.. فكانت ماتزال معاني (الوطن الأم، والجنة، والله، والوطن)، ذات جذور عميقة في قلوب الناس وعقولهم. وربما احتاج الأمر إلى حرب أخرى وأخرى لمحو هذه المفاهيم والقيم (الرجعية) من صدر الكائن الإنساني.
يعتبر التيار الكاسح للنشاط المنظم للمؤتمر اليهودي العالمي ظاهرة ملحوظة في تاريخ التآمر والخداع الدولي. فبينما تغلغل نفوذ اليهود في ألمانيا والبلدان الشيوعية بوسائل بارعة وبطرق سرية، عملت اليهودية علانية عن طريق المؤتمر، على زرع عناصر يهودية في أهم المراكز ببلدان العالم. واستخدموا في ذلك حيلة حصان طروادة بالإضافة إلى القاعدة النفسية في أن الجرأة تبعد الارتياب. وبينما كان المراقبون يرصدون السماء قلقين لوجود دلائل رهيبة لحرب ربما تقع خارج حدودهم، لم يكن لديهم من الوقت ما يكفي لملاحظة النشاطات المحمومة لقطاعات صغيرة من (إخوانهم المواطنين) الساعين لإقامة قومية منفصلة. وفي الوقت الذي كانت فيه اشتراكية هتلر القومية تثير النقمة والسخط، قل من حلل وقارن ذلك بأساليب وخطوات اليهودية المنظمة.
وفي سنوات انحطاط عصبة الأمم، أصبحت هذه المنظمة تمثل خيبة أمل اليهودية المنظمة. ولابد أن يعزو قادة اليهود فشلها النهائي إلى وطنية الشعب الأمريكي (الضيقة) التي سدت الطريق أمام المشاركة فيها، وسيكون فشلها كذلك جزءاً من الخطة التي فشلت، ولكنه لن يكون فشلاً نهائياً للخطة.
ولكن، ومع مرور السنين، ستأتي أوقات عظيمة النفع.. فيتوجه من ألمانيا يهودي يعيد تنظيم الجهاز المصرفي للولايات المتحدة، لكي يطابق تماماً ويتمشى مع المؤسسات المصرفية التي يديرها ويسيطر عليها إخوانه اليهود في أوروبا. ويمارس ضغطاً لإعادة كتابة قوانين المال في البلد الذي تبناه، ثم يجلس في مركز هام على إدارة (المصرف الاحتياطي الاتحادي)، ويلجأ الشعب الجائع إلى أي عازف مزمار ينشد عنده خطة للإبقاء على حياته. وتصبح الشيوعية هي اللباس الأنيق، ويجد عملاؤها مراكز هامة ومؤثرة يجلسون فيها على أكتاف حكام العالم، ويبدأ الإعداد للحرب العالمية الثانية.
الحرب العالمية الثانية ‍! إنها تبدو، كما نتأملها الآن، وكأنها تملأ فجوة هامة في الصورة التي بدأت تتراءى معالمها الآن أمام أنظارنا الحائرة. أكان هذا الحريق العالمي الهائل هو النتيجة المنطقية لتصارع المصالح القومية ؟ أيوجد أي شيء هام في المرحلة الأولى من الحرب (سبتمبر 1939 إلى مايو 1940) يسمى (زيفا)، في الشهور الطويلة التي واجه فيها البريطانيون والفرنسيون الجيوش الألمانية ولم يفعلوا شيئاً ؟ لقد ظل الهدوء يسود الجبهة الغربية طيلة الخمسة والثلاثين يوماً من الحملة البولندية، ونحو ثمانين يوماً بعد ذلك. أيمكن أن يكون لذلك النشاط الغريب والسلبي من جانب القوي المعادية صلة مع تثاقل خطا الروس في بولندا وفنلندا واستونيا ولاتفيا ولثوانيا ؟ وما الدور الذي لعبته الأحزاب الشيوعية في العالم إزاء الهدوء على الجبهة الغربية ؟ وما هي القوة الغامضة التي جعلت (اللجنة الوطنية للحزب الشيوعي للولايات المتحدة) تعلن في أكتوبر 1939 بأن (هذه الحرب ليست حرباً على الفاشية، وليست حرباً لحماية الأمم الصغيرة من العدوان) وأن (الأمريكيين ليسوا قادمين..) وتعلن في يوليو 1941 (لتسقط حرب الفاشية الألمانية ضد الاتحاد السوفييتي) و(لن يتأخر مجيء الأمريكيين). هل كان لكل هذا الكلام معنى في بداية الحرب وفي منتصفها ونهايتها ؟
هذا قليل من الأسئلة الكثيرة التي لم يجب عنها أحد بشكل مرض، وربما لا يمكن الإجابة عنها بأسلوب التحري التقليدي. بل إنها من النادر أن تطرح دون أن تثير السخط والغضب. ولكن لابد للعقول المتدبرة أن تسعى للتفتيش عن الإجابات خلف الستارة الحديدية التي تدفن وراءها المعلومات والأسرار ـ وحتى في الطيات المظلمة للمكايد الديبلوماسية، حيث لا توجد ملفات للوثائق السرية.
في البداية أعلنت اليهودية المنظمة الحرب على الحكومات المركزية بأوروبا، وسعت لفرض إرادتها على شعوبها من خلال بنود المعاهدات وجهاز عصبة الأمم. وفي النهاية حولت حربها إلى حرب عالمية ثانية وورطت نفسها في لهيبها معظم بلدان العالم.. وفي نهاية المطاف لا يتذكر إلا القليل من الناس لِمَ كانت الحرب وكيف بدأت . وليس هناك من يتأكد ممن قاد المظاهرات ووقع البيانات ورفع الاحتجاجات وأصدر القرارات ! وكان أن زحف الرجال ومات ثلاثون مليوناً منهم، وخاضت الشعوب معارك طويلة، وكانت التضحيات والدموع والدماء والعرق ! ولكن، عندما انتهى ذلك كله، لم تعد شعوب العالم تتذكر الكثير عن ذلك.
ربما يدرك البعض أن أحداً لم يحقق نصراً فعلياً وأن السلام الموعود أمر وهمي، كما كانت وهمية صيحة (الحرب لإنهاء الحرب) والكفاح (لجعل العالم مكاناً آمناً للديمقراطية ).

(1) ـ في سنتي 1918 و1919 تم إنشاء وزارات للشؤون اليهودية في لثوانيا وأكرانيا، وفي صيف 1917 انعقد مؤتمر تمهيدي لتكوين (مؤتمر يهودي روسي) في بتروغراد، ونظم برنامجاً (للاستقلال الثقافي القومي الذاتي في روسيا، وضمان حقوق مدنية وقومية لليهود في فلسطين وبولندا ورومانيا). وتم إنشاء (المجلس القومي اليهودي الروسي) في بتروغراد في يوليو 1918. والتقى وفد من 125 يهودي أوكراني في (المجلس القومي الإقليمي) في كييف بروسيا في أواخر 1918، وطالب المجلس، برئاسة يوسيخين، أن يعيد (مؤتمر السلام) ما يسمى (تشريع حقوق الأقلية) في أوكرانيا، الذي ينظم اليهود كأمة ذات سيادة كاملة. وفي ديسمبر 1918 اجتمع في وارسو 4980 مبعوثاً يهودياً للدعوة لحقوق الأقليات. وتم تأسيس (المجلس القومي اليهودي المؤقت) من 42 عضواً، وذلك لضمان (الحقوق اليهودية) في مؤتمر السلام المقبل. وفي سنة 1918 تكون في فينا (المجلس القومي اليهودي)، ومثله في براغ سنة 1918 أيضاً، وآخر في بوكوفيا ورابع في لثواينا.
(2) ـ ولد الدكتور ستيفن وايز في بودابست بالمجر سنة 1847، وكان مؤسس وحبر (الكنيس الحر في مدينة نيويورك). وقد نظم أول فرع من اتحاد الصهيونيين، والمنظمة الصهيونية بأمريكا، وكان عضواً في عدة منظمات ومكاتب تعمل لصالح اليهود، في الولايات المتحدة، وعلى نطاق عالمي.

ليست هناك تعليقات: