الأحد، 13 أبريل 2008

الشرق الأوسط في مذكرات بيل كلينتون (1)

في 1 كانون الثاني 2000، ذهبت إلى (شبردتاون)، في غرب فرجينيا، لابتداء محادثات السلام بين سورية وإسرائيل. وكان ايهود باراك قد ضغط علي بقوة بشدة للبدء بالمحادثات في وقت مبكر من العام. كان قد بدأ يفقد صبره فيما يتعلق بعملية السلام مع عرفات، وكان غير متأكد فيما إذا كان بالإمكان حل الخلافات حول القدس. بالمقابل، فإنه كان قد أخبرني قبل شهور أنه كان مستعداً لإرجاع مرتفعات الجولان إلى سورية طالما كان بالإمكان طمأنة مخاوف إسرائيل فيما يتعلق بمحطة الإنذار المبكر التابعة لها في الجولان، وفي اعتمادها على بحيرة تبريز، والمعروفة كذلك ببحيرة طبريا، وذلك بحصولها على ثلث مائها.
إن بحيرة طبريا مسطح مائي فريد، فقاعها هو عبارة عن مياه مالحة تغذيها ينابيع من تحت الأرض، في حين أن الطبقة العليا هي مياه عذبة. ولأن المياه العذبة أخف كثافة، فينبغي الاحتياط كي لا يسحب مياه كثيرة من البحيرة في سنة ما كي لا تصبح طبقة المياه العذبة خفيفة بدرجة لا تسمح بإبقاء المياه المالحة في الأسفل. إذا ما أصبحت المياه العذبة أقل من كمية معينة، فإن بإمكان المياه المالحة أن تندفع إلى الأعلى وتمتزج بها، قاضية على كمية المياه الضرورية لإسرائيل.
قبل مقتله، كان اسحق رابين قد أعطاني تعهداً بالانسحاب من الجولان إلى حدود 4 حزيران 1967، طالما أن سورية كانت ستطمئن المخاوف الإسرائيلية. وكان التعهد قد أعطي على شرط أن أحتفظ به (في جيبي) حتى يتم تقديمه بشكل رسمي إلى سورية في سياق حل شامل. بعد موت اسحق، أكد (شمعون بيريز) على التعهد مرة أخرى، وعلى هذه الأسس دعمنا محادثات بين السوريين والإسرائيليين في 1996 في (واي ريفر). أراد (بيريز) مني أن أوقع معاهدة أمنية مع إسرائيل إذا ما تنازلت عن الجولان، وهي فكرة اقترحتها على (نتنياهو) لاحقاً وقدمها (باراك) مرة أخرى. وقد أخبرتهم أنني كنت مستعداً لفعل ذلك. استمر (دينيس روس) وفريقنا في إحراز التقدم إلى أن هزم (نتنياهو) (بيريز) في وسط اندفاع في النشاط الإرهابي. ثم تداعت المفاوضات السورية. وأراد (باراك) البدء بها مرة أخرى، رغم أنه لم يكن مستعداً لإعادة التأكيد على كلمات تعهد (بيريز) الثمينة. كان على (باراك) أن يتجادل مع هيئة إسرائيلية منتخبة مختلفة تماماً عن تلك التي تعامل معها رابين. لقد كان هناك عدد أكبر من المهاجرين، والروس بشكل خاص كانوا معارضين لتسليم الجولان. وقد شرح لي (ناتان شارانسكي)، والذي أصبح بطلاً في الغرب خلال سجنه في الاتحاد السوفييتي والذي رافق (نتنياهو) إلى واي ريفر في عام 1998، شرح لي موقف اليهود الروس. لقد قال: انهم جاؤوا من أكبر دولة في العالم إلى واحدة من أصغرها، ولم يعتقدوا أن من الصحيح جعل إسرائيل أصغر بالتخلي عن الجولان أو عن الضفة الغربية. كما أنهم لم يعتبروا أن سورية تشكل خطراً على إسرائيل. فهم لم يكونوا في حالة سلام ولكنهم لم يكونوا في حالة حرب كذلك. إذا هاجمت سورية إسرائيل، فإن بإمكان الإسرائيليين أن ينتصروا بسهولة، فلماذا يتخلون عن الجولان؟
وبما أن باراك لم يوافق على وجهة النظر هذه، فقد كان عليه أن يقاومها. ومع ذلك، أراد أن يصنع السلام مع سورية، وكان مقتنعاً بأن القضايا يمكن أن يعاد حلها، وأراد مني أن أجمعهم للمفاوضات في أقرب وقت ممكن. بحلول كانون الثاني 2000، كنت قد عملت لما يزيد عن ثلاثة أشهر مع وزير الخارجية السوري فاروق الشرع وبالتليفون مع الرئيس الأسد للتهيئة لمرحلة المفاوضات. لم يكن الأسد في صحة جيدة وأراد أن يستعيد الجولان قبل وفاته، ولكن كان عليه أن يكون حذراً. وأراد لابنه بشار أن يخلفه ولكن إذا وضعنا جانباً قناعته الشخصية بأن سورية ينبغي أن تستعيد كل الأرض التي كانت تحت سيادتها قبل 4 حزيران 1967، فإن عليه القيام باتفاقية لا تكون موضع هجوم من القوى الموجودة داخل سورية والتي سيحتاج لدعمها لابنه. إن ضعف الأسد، إضافة إلى وعكة صحية تعرض لها وزير الخارجية الشرع في خريف عام 1999، رفعت شعور باراك وبناء على طلبه أرسلت للأسد برسالة قلت فيها أنني أعتقد أن باراك مستعد للقيام بصفقة إذا استطعنا حل تعريف الحدود، والسيطرة على المياه، ومراكز الإنذار المبكر، وأنهم إذا ما توصلوا إلى اتفاقية، فإن الولايات المتحدة ستكون مستعدة لإقامة علاقات ثنائية مع سورية، وهي حركة ألح باراك عليها. لقد كانت هذه خطوة كبيرة لنا، بالنظر إلى دعم سورية السابق للإرهاب. بالطبع، فقد كان على الأسد أن يوقف دعم الإرهاب لكي يحصل على علاقات طبيعية مع الولايات المتحدة، ولكنه إذا استعاد الجولان، فإن دافعه لدعم إرهابيي حزب الله الذين كانوا يهاجمون إسرائيل من لبنان سيختفي.
لقد أراد باراك صنع السلام مع لبنان أيضاً، لأنه التزم بسحب القوات الإسرائيلية من لبنان نهائياً هذا العام، وكانت اتفاقية سلام ستجعل من إسرائيل مكاناً أكثر أمناً من هجمات حزب الله على طول الحدود، ولن يبدو الأمر وكأن إسرائيل انسحبت بسبب الهجمات. وقد كان يعلم جيداً أنه لا توجد اتفاقية دون موافقة سورية وتدخلها.
وقد أجاب الأسد بعد ذلك بشهر في رسالة بدت أنها تراجعاً عن موقفه السابق، ربما بسبب حالة عدم الاستقرار في سورية والتي سببتها المشاكل الصحية لديه ولدى الشرع، والذي بدا أنه قد استعاد صحته بشكل كامل، لقد أخبرهم الأسد أنه يريد استئناف المفاوضات وأنه كان مستعداً لصنع السلام لأنه اعتقد أن باراك كان جاداً. حتى أنه وافق على أن يقوم الشرع بالتفاوض، وهو أمر لم يفعله من قبل، طالما كان باراك سيتسلم التفاوض بنفسه عن الجانب الإسرائيلي.
وقد قبل باراك ذلك سريعاً وأراد أن يبدأ فوراً. وقد وضحت أننا لا نستطيع القيام بذلك أثناء أعياد الميلاد وقد وافق هو على جدولنا الزمني: محادثات تمهيدية في واشنطن في منتصف شهر كانون الأول، يتم استئنافها بعد ذلك في أول العام الجديد بمشاركة مني وتستمر دون توقف حتى يتم التوصل إلى اتفاقية. وقد بدأت محادثات واشنطن ببداية صعبة بسبب تصريح الشرع العلني العدواني. ومع ذلك، ففي المحادثات السرية، وعندما اقترح الشرع أن علينا أن نبدأ من حيث توقفت المفاوضات في عام 1996، مع التزام رابين الجاهز بحدود 4 حزيران إذا ما تمت تلبية رغبات إسرائيل، أجاب باراك بالقول بأنه طالما لم يقدم أي التزام بالأراضي، فإننا لا نمحو التاريخ. وقد اتفق الرجلان بعد ذلك على أن بإمكاني تحديد الترتيب الذي سيتم مناقشة القضايا وفقا له، بما في ذلك قضايا الحدود، والأمن، والماء والسلام. وقد أراد باراك للمفاوضات أن تستمر بدون توقف، وكان هذا سيتطلب من السوريين أن يعملوا خلال نهاية شهر رمضان الذي يوافق 7 كانون الثاني وأن لا يعودوا إلى الوطن للاحتفال بعيدهم التقليدي عيد الفطر في نهاية فترة الصوم، وقد وافق الشرع وذهب الطرفان إلى وطنيهما للاستعداد.
رغم أن باراك كان قد ضغط بقوة من أجل مفاوضات مبكرة، إلا أنه سرعان ما بدأ بالقلق حول التبعات السياسية لتسليم الجولان دون إعداد الشعب الإسرائيلي لهذا الأمر. وقد أراد غطاء من نوع ما: استئناف المسار اللبناني والذي ستتم إدارته من قبل السوريين بمشورة اللبنانيين، وإعلان دولة عربية واحدة على الأقل برفع مستوى العلاقات مع إسرائيل، إضافة إلى فوائد أمنية واضحة تقدمها الولايات المتحدة، ونطاق تجارة حر في الجولان. وقد وافقت على دعم جميع هذه الطلبات وخطوت خطوة أبعد، فاتصلت بالأسد في 19 كانون الأول، وطلبت إليه أن يجري استئناف المحادثات على المسار اللبناني في نفس الوقت الذي تجري فيه المحادثات السورية وأن يساعد في إرجاع الإسرائيليين الثلاثة الذين مايزالون على لائحة المفقودين منذ الحرب اللبنانية التي جرت قبل عشرين عاماً تقريباً. وقد وافق الأسد على الطلب الثاني وقمنا نحن بإرسال فريق شرعي إلى سورية، ولكن ولسوء الحظ، فإن المفقودين لم يكونوا حيث كان الإسرائيليون يعتقدون أنهم سيجدونهم. أما فيما يتعلق بالقضية الأولى، فقد تجنب الأسد إعطاء إجابة واضحة وصريحة، وقال أن المحادثات اللبنانية سيتم استئنافها ما أن يتحقق هناك تقدم على المسار السوري.
إن (شبرد تاون) هي مجتمع ريفي تبعد أكثر بقليل من ساعة واحدة بالسيارة عن واشنطن، وكان (باراك) قد أصر على الاجتماع في مكان منعزل لتقليل التسربات، ولم يرد السوريون الذهاب إلى كامب ديفيد أو واي ريفر، لأن مفاوضات أخرى تتعلق بالشرق الأوسط على مستوى عال من الأهمية قد حدثت هناك. وقد كان هذا جيداً بالنسبة إلي، فقد كانت أماكن المؤتمرات في (شبرد تاون) مريحة، وقد كان بإمكاني أن أصل إلى هناك من البيت الأبيض في غضون عشرين دقيقة بالهليكوبتر.
بدا سريعاً أن الطرفين لم يكونوا بذلك البعد عن بعضهما في القضايا المتفاوض عليها. أرادت سورية أن تستعيد الجولان كاملاً ولكنها كانت على استعداد لترك شريط من الأرض للإسرائيليين بعرض عشرة أمتار، (ثلاثة وثلاثين قدماً). وأرادت سورية من الإسرائيليين أن ينسحبوا في غضون ثمانية عشر شهراً، في حين أراد باراك أن يتم الانسحاب خلال ثلاث سنوات. أرادت إسرائيل أن تمكث في محطة الإنذار المبكر، في حين أرادت سورية أن تتم إدارة المحطة من قبل موظفي الأمم المتحدة أو ربما من قبل موظفين أمريكيين. أرادت إسرائيل أن تحصل على ضمانات على نوعية وكمية المياه المتدفقة من الجولان إلى البحيرة، وقد وافقت سورية على أن تحصل على نفس الضمانات على مياهها المتدفقة من تركيا. وقد أرادت إسرائيل علاقات ديبلوماسية كاملة ما إن يبدأ الانسحاب في حين أرادت سورية مستوى علاقات أقل من ذلك حتى ينتهي الانسحاب بشكل كامل.
لقد جاء السوريون إلى (شبرد تاون) بعقلية إيجابية ومرنة، وكانوا راغبين في عقد اتفاقية. في المقابل، فإن باراك، الذي كان قد دفع بقوة من أجل المحادثات، كان قد قرر، على ما يبدو وفقاً لمعلومات الاستفتاء، أن عليه أن يبطئ من خطوه في العملية لعدة أيام حتى يتمكن من إقناع الشعب الإسرائيلي بأنه كان مفاوضاً صعباً. وقد أراد أن أستخدم علاقتي الجيدة مع الشرع والأسد لإبقاء السوريين سعداء في حين يقول هو أقل ما يمكن قوله خلال الفترة التي سيفرضها على نفسه.
وقد شعرت بخيبة أمل. فإذا كان باراك قد تعامل مع السوريين من قبل، أو إذا كان قد أعطانا بعض الملاحظات المتقدمة، فلربما كان ذلك يمكن تدبره. ربما، كقائد منتخب بشكل ديمقراطي أنه كان عليه أن يظهر اهتماماً أكثر برأي شعبه مما كان على الأسد. ولكن الأسد كان لديه مشاكله السياسية الخاصة، وكان قد تغلب على اشمئزازه المعروف من الانخراط العالي المستوى مع الإسرائيليين لأنه وثق بي وبتطمينات باراك.
لم يكن باراك قد دخل عالم السياسة منذ زمن طويل. وقد اعتقدت أنه قد حصل على نصيحة بالغة السوء. ففي الشؤون الخارجية، تكون الاستفتاءات عديمة الفائدة غالباً. يستأجر الناس القادة ليحرزوا لهم النصر، والنتائج هي المهمة. لم تكن كثير من قراراتي الأكثر أهمية في السياسة الخارجية ذات شعبية في البداية. لو أن باراك صنع السلام مع سورية فقد كان ذلك سيرفع موقفه في إسرائيل وفي العالم كله، وكان سيرفع من فرص النجاح مع الفلسطينيين. وإذا ما فشل، فإن أياماً قليلة ذات نتائج جيدة للاستفتاءات ستتلاشى مع الريح. وبرغم كل محاولاتي، لم أستطع تغيير تفكير باراك. فقد أراد مني أن أساعد في إبقاء الشرع على المنصة بينما ينتظر هو، وأن أفعل ذلك في (ِشبرد تاون) المنعزلة، حيث لا يوجد إلا القليل من مشاغل العمل.
حاولت (مادلين ألبرايت)، و(دينس روس) التفكير بطرق مبدعة لتبيين التزام باراك بتعهد رابين، بما في ذلك فتح قناة خلفية بين مادلين ألبرايت وبثينة شعبان، المرأة الوحيدة في الوفد السوري. كانت بثينة امرأة فصيحة وذات تأثير، وكانت قد عملت دائماً كمترجمة للأسد لدى التقائنا. كانت تعمل مع الأسد منذ سنوات، وقد كنت متأكداً من أن وجودها في (شبرد تاون) كان لضمان وصول صورة كاملة وغير معدلة عما كان يحدث للأسد.
في يوم الجمعة، الذي وافق اليوم الخامس توصلنا إلى مسودة اتفاقية السلام مع وضع خلافات الطرفين بين القوسين. وقد تجاوب السوريون بشكل إيجابي ليلة السبت، وبدأنا الاجتماعات حول قضايا الحدود والقضايا الأمنية. مرة أخرى أظهر السوريون مرونة حيال كلا القضيتين، وقالوا إنهم سيقبلون بتعديل فيما يتعلق بشريط الأرض الذي يحد بحيرة طبريا ليصل إلى خمسين متراً (مائة وأربعة وستين قدماً)، وذلك إذا ما قبل الإسرائيليون بخط 4 حزيران كأساس للتفاوض. وقد كان هناك بعض المنطق العملي في هذا، فعلى ما يبدو فإن البحيرة كانت قد تقلصت في حجمها في الثلاثين سنة الأخيرة. وقد شجعني ذلك، ولكن سرعان ما ظهر أن باراك لم يفوض أياً في فريقه ليقبل بخط 4 حزيران، مهما قدم السوريون.
في يوم الأحد، وفي غداء مقدم لإيهود ونافا باراك في مزرعة مادلين ألبرايت قدم كل من مادلين ودينيس عرضاً أخيراً لباراك. فقد أظهرت سورية مرونة مع ما أرادته إسرائيل، إذا ما تم تلبية حاجاتها، ولم تتجاوب إسرائيل بطريقة مقبولة. فماذا كانت تريد؟ قال باراك أنه يريد استئناف مفاوضات المسار اللبناني. وأن ذلك إذا لم يحدث، فإنه سيتوقف لعدة أيام ثم يعود.
ولم يكن الشرع في وضع يسمح له بسماع ذلك، فقال إن (شبرد تاون) كانت فشلاً. وأن باراك لم يكن صادقاً، وأن عليه أن يقول ذلك للرئيس الأسد.
في آخر عشاء، حاولت مرة أخرى حمل باراك على قول شيء إيجابي يستطيع الشرع العودة به إلى سورية، إلا أنه رفض. وأخبرني سرياً بدلاً من ذلك أن بإمكاني أن اتصل بالأسد بعد أن أترك (شبرد تاون) وأن أخبره أن باراك سيقبل بحدود 4 حزيران ما أن يتم استئناف المفاوضات اللبنانية أو ما أن تبدأ. وقد كان هذا يعني أن الشرع سيعود إلى سورية خاوي الوفاض من مفاوضات كان يعتقد أنها ستكون حاسمة، إلى درجة أن السوريين رحبوا بالبقاء أثناء نهاية رمضان إلى العيد.
مما جعل الأمور تزداد سوء، فقد تسرب نص أحدث اتفاقية إلى الصحافة الإسرائيلية، مظهرة التنازلات التي قدمتها سورية دون الحصول على أي شيء بالمقابل. وتعرض الشرع لانتقادات حادة في الوطن. وقد كان الأمر محرجاً جداً له، وللأسد. فحتى الحكومات الاستبدادية ليست محصنة ضد الرأي الشعبي، وضد جماعات المصالح القوية.
عندما اتصلت بالأسد لأقدم عرض باراك بالتأكيد على التزام رابين وعلى تعيين الحدود على ما كانت عليه ما إن تبدأ المفاوضات اللبنانية، استمع دون أي تعليق. وبعد أيام قليلة، اتصل الشرع بمادلين ألبرايت، ورفض عرض باراك، وقال إن السوريين سيفتحون المفاوضات مع لبنان فقط بعد أن يتم الاتفاق على تعيين الحدود. لقد لدغوا مرة نتيجة مرونتهم وتعاونهم، ولم يكونوا ليرتكبوا نفس الخطأ مرة أخرى.
وكنا نحن قد تعرضنا لإرباك في ذلك الوقت، ولكني اعتقدت أن علينا أن نواصل المحاولة. فمازال يبدو أن باراك يريد السلام مع سورية، وقد كان صحيحاً أن الشعب الإسرائيلي لم يكن مستعداً للتنازلات التي يتطلبها السلام. وقد كان لايزال كذلك من مصلحة سورية صنع السلام، وفي وقت قريب فقد كانت صحة الأسد متعبة، وكان عليه أن يعبد الطريق أمام خلافة ابنه. في نفس الوقت، كان هناك الكثير مما ينبغي عمله على المسار السوري. وقد طلبت من كل من ساندي ومادلين ودينس أن يدرسوا ما علينا فعله في الخطوة التالية، ثم صببت اهتماماتي على أمور أخرى
نقلاً عن مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والانسانية

ليست هناك تعليقات: