الثلاثاء، 15 أبريل 2008

كتاب : الأخوة الزائفة (4)

قوة المال الرهيبة
(( عندما نهبط نصبح الطبقة الكادحة الثورية والموجهين من طرف خفي لكل الأحزاب الثورية.. وعندما نصعد تصعد معنا قوة أموالنا الرهيبة ))
ثيودور هرتزل (مؤسس الصهيونية الحديثة) في كتابه (الدولة اليهودية)
نلاحظ في القول السابق لهرتزل أنه لم يقل (عندما يهبط بعض اليهود) أو (عندما يصعد بعض اليهود)، ولكن قال بالتحديد (عندما نهبط.. وعندما نصعد) ! فقد كان هرتزل يفكر في (الأمة اليهودية)، لا في اليهود كأفراد. ولم يكن هرتزل يبالي أبداً، سواء شق اليهود طريقهم بالقوة والعنف عبر الأسوار الأوروبية أم اشتروا عملية الدخول شراء أو بالرشوة، أو جمعوا بين هذه الوسائل كلها لتحقيق الهدف الجماعي. ولم يكن هرتزل يدعو للفضائل والأخلاق أو يتنبأ بحدث، بل كان يوضح حقيقة تاريخية ويصدر توجيهاً لليهودية العالمية. وقد أحدث ذلك الجمع بين (الطبقة الكادحة الثورية) وبين (قوة المال الرهيبة) تغيرات هامة هزت العالم بالثورة الشيوعية.
لقد قيل إن النقود هي جذور كل بلاء، ويمكن أن يقال أيضاً إن المال مصدر القوة، وخاصة القوة الشريرة. إذ يمكن له أن يحقق ما يعجز عنه المنطق والتسول والتملق. وهو العصا السحرية لبلوغ المنزلة الخاصة والنفوذ الخاص في المقامات العليا، والمال أيضاً هو الذي يشتري الحكومات كما يشتري السكك الحديدية، وهو الوقود الذي يحرك الجيوش والأساطيل، وتتحطم الثورات بدونه.. ويمكن للنقود في العصر الحديث أن تشتري الرأي العام.. أما عامل الغد فهو لمن يسيطر على الصحافة والإذاعة.
المعروف أن روح المصلحة الخاصة هي التي تتحكم في الإنسان. ولا شك أن مواطن الضعف في الطبيعة الإنسانية واضحة، ويعرف اليهود مواطن الضعف هذه جيداً في تعاملهم مع الأمميين ـ في عالم التجارة والسياسة. وهو يرون أن من واجبهم استغلال مواطن الضعف من أجل تحقيق أهداف إسرائيل.
ولليهود قانونهم الخاص، ولا يحتكمون مطلقاً لقانون البلدان الأممية التي يعيشون فيها، ويظل هذا القانون دوماً أعلى وأسمى من قانون بلدان إقامتهم. ففي روما، مثلاً، عاشوا يحتكمون إلى قانونهم، بترخيص خاص من القيصر، وبالتالي لا يرون في خرق قانون الأمميين أمراً ينافي الأخلاق أو خطأ يلامون عليه. وحينما تعارضت مصالح اليهود مع قوانين البلد الذي يقيمون فيه، يجب تنفيذ الأهداف اليهودية أولاً وقبل كل شيء.
ويعتبر اليهودي ما يسمى بحريات الأممين مجرد خرافة. فهو لا يبالي بهم طالما ظل يناور من أجل الأهداف اليهودية، وليست الحرية عنده إلا مجرد فكرة تستخدم في حملة (بيع). والحرية، شأنها شأن الشعارات الجيدة في التعامل التجاري، ليست إلا طمعاً مؤكد المفعول عند التعامل مع جماهير الأمميين. وتعتبر المصطلحات من أمثال (الحرية) و(التحرر) و(الديموقراطية)، في عملية إضعاف السلطة القائمة، تعبيرات جذابة وفاتنة. ويشعر اليهودي بأن العالم الأممي مفتون بهذه الأفكار، واستعمالها هناك يجعل الأمميين مهادنين، ويمكن عن طريقها الإطاحة بهم. فكلما هادن الأمميون اقترب تحقيق (العهد) ـ عهد إبراهيم.
هنالك طريقتان للسيطرة على الشعوب تأكد مفعولهما بمرور الزمن، الأولى: استخدام الثروة بسخاء، والثانية: مزاولة الإرهاب. أما استخدامهما معاً بمهارة وعبقرية فربما يجعل العالم كله يركع على ركبتيه. وإذا قلبنا صفحات التاريخ، وجدنا أن الأمر لا يختلف، سواء انهارت الأمم تحت ضربات عدو خارجي أم تهاوت نتيجة استغلال داخلي. وليست الحرب في أي مفهوم حديث مغامرة جريئة ولا تقتصر على حركات الجيوش وقصف المدن. فالمكر والخداع والتسلل والخيانة أسلحة ذات فعالية تفوق فعالية القنابل الذرية، واستخدامها بمهارة يحقق النصر الفعال.
ولكي تحقق إسرائيل مرماها فإنها تظل في حرب مع عالم الأمميين. وليست هذه الحرب خفية فقد أعلنها اليهود منذ ألف سنة.. ولم تكن المعارك التي خاضتها عبر القرون سوى مناوشات. أما الأسلحة الجديدة والمهارات الجديدة والطرق الجديدة في الحرب فليست إلا نتاج العصور. وقد عمل تطور الثروة من جهة على إفساد قوة الأباطرة، بينما عمل تصاعد الإرهاب من جهة أخرى على تهاوي العروش. ولقد حوربت الديانة ودنست المقدسات، واستغلت العيوب الإنسانية وأجبرت على دفع الثمن غالياً. ولم يكن لدم الإنسان قيمة منذ حروب الأفيون إلى اغتصاب آل روتشيلد خيرات جنوب أفريقيا.
وقد تطورت كثيراً (البروليتاريا) الثورية اليهودية مع ارتفاع قوة الأموال اليهودية الرهيبة. فلولا مساعدة رجال المصارف اليهود لفشل القائد الثوري اليهودي للجيش الأحمر " تروتسكي " (برونزتين)، ولولا القوة الرهيبة للمال اليهودي لاستحال غزو واحتلال فلسطين.
وليس يعقوب تشيف وآل روتشيلد وآل وربرغ إلا قليلاً من رجال المصارف العالميين الذين لعبوا دوراً هاماً في تشكيل مصير الحضارة المسيحية الغربية ودعم اليهودية ومؤامراتها العالمية.
ولد يعقوب هنري تشيف سنة 1847في مدينة فرانكفورت بألمانيا. وقدم إلى الولايات المتحدة سنة 1865 والتحق بإحدى مصارف نيويورك. وفي سنة 1870 أصبح مواطناً أمريكياً، ثم عاد إلى أوروبا سنة 1873 حيث قام باتصالات واتفاقات هامة مع بعض كبار الصيارفة اليهود والمصارف اليهودية الرئيسية في ألمانيا. وعندما عاد إلى أمريكا أصبح شريكاً في مؤسسة مصارف كوهين ـ لويب وشركاهم وذلك سنة 1875، حيث أصبحت ارتباطاته المالية مع آل روتشيلد ووكلائهم الرئيسيين في ألمانيا ـ آل وربرغ ـ ذات أهمية كبرى.
وفي خلال عشر سنوات مات إبراهام كوهين واستقال سلمون لويب، فأصبح يعقوب تشيف رئيساً للشركة. وقد تولى عدة مرات منصب نائب رئيس غرفة تجارة نيويورك وكان مديراً لشركة (الصندوق المركزي) و(شركة برق الاتحاد الغربي) و(شركة ويلز فارغو السريعة).
وقام تشيف، من خلال مؤسسة (كوهين ـ لويب وشركاهم) بتعويم قروض الحروب العالمية اليابانية (1904 ـ 1905) وبذلك تأكدت هزيمة روسيا فيها. وكذلك سوق القرض الصيني سنة 1911. وقاده حقده على روسيا إلى مزاولة ضغط كبير لمنع وصولها إلى أسواق نقد الولايات المتحدة.
وتعلن السلطات اليهودية أن تشيف استخدم دائماً ثروته ونفوذه لخير اليهود ومصالحهم(1). وقد توفي سنة 1920 وورثه ابنه (مورتمر ليو) كرئيس لمؤسسة (كوهين لويب وشركاهم).
كان (مائير أنسلم) هو الذي أسس (آل روتشيلد)، وكان ابن تاجر يهودي من فرانكفورت اسمه (أنسلم موسى باوير). وقد كان والده يعده لمنصب (حبر) لكنه فضل عالم المال والذهب. ثم أخذ يستخدم توقيعاً باسم (ريد تشيلد) ومعناه (الدرع الأحمر)، ثم تطور الاسم إلى (روتشيلد). وقد استقر في مهنة إقراض النقود. وفي سنة 1801 أصبح وكيل (وليام لاندغريف التاسع)، وفي سنة 1802 أخذ باوير، الذي أصبح يحمل اسم (روتشيلد)، يفاوض حول أول قرض حكومي، وهو بمبلغ عشرة ملايين طالر (نقد جرماني) للحكومة الدنمركية. وقد مات في نيويورك سنة 1812 تاركاً خلفه عشرة أطفال خمسة ذكور وخمس بنات.
وقد تأسست فروع لآل روتشيلد في كل من فيينا ولندن وباريس ونابلي، حيث تولى إدارة كل فرع واحد من أبناء روتشيلد. ولقد تمكن الأخوة، بتعاملهم البارع مع عدد كبير من العملاء في كافة أنحاء العالم، بالإضافة لاستعمال أساليب ذكية وماهرة في الاتصال السريع، تمكنوا بذلك من إيقاع كل أوروبا في شباكهم المالية. وكذلك عملت المصاهرة الداخلية للأسرة على تضامن آل روتشيلد وحفظ مصالح الأسرة، وتأكيد استمرار سيطرتهم على العديد من المؤسسات. وفي سنة 1815 منحت استراليا للأخوة امتياز وراثة الأراضي، وفي سنة 1821 أصبحوا يحملون ألقاب (بارون)، وتمكنت بنات آل روتشيلد فيما بعد من الزواج في بريطانيا والقارة الأوروبية من شباب لأسر أممية وبذلك امتد نفوذ آل روتشيلد ودماؤهم إلى (مجلس اللوردات البريطاني) وإلى الدوائر الحاكمة في أوروبا.
كان (سليمان روتشيلد) مسؤولاً عن فرع فيينا، وقادته علاقته الوثيقة مع الأمبر (مترينخ) إلى عقد صلات وثيقة مع القوى المتحالفة.
أما (يعقوب)، الأخ الأصغر، فقد تولى إنشاء فرع باريس بعد استعادة (بوربونز). وقد فاوض من أجل تقديم القروض الكبيرة، ولكنه أصيب بخسارة فادحة في ثورة 1848. وقد مول أولى السكك الحديدية بفرنسا وجنى أرباحاً طائلة من المضاربات.
وأما (كارل) فقد ترأس فرع (نابلي)، وكان أقل الفروع الخمسة أهمية، ثم توقف سنة 1860 عندما ضمت نابلي إلى إيطاليا.
ويعتبر (ناثان) الأخ الثالث، العبقري المالي للأسرة. وقد توجه سنة 1800 إلى مانشستر ببريطانيا ثم انتقل إلى لندن بعد خمس سنوات، واستخدم الحمام الزاجل والقوارب السريعة لإرسال معلومات التجسس واستغلال المعلومات الخافية على الجمهور، وأتقن فن الدعاية والمضاربة والتلاعب بالأسعار. وقد حدث سنة 1810 أن أصدر (ولنجتون)(2) بعض السندات التي عجزت الحكومة البريطانية عن التصرف حيالها، فاشتراها روتشيلد بتخفيض كبير في قيمتها، ثم استعادتها الحكومة فيما بعد بالقيمة الأصلية (الأسمية). وسرعان ما أصبحت أسرة روتشيلد مشتركة مع القوة المتحالفة في الحرب ضد نابليون، فقدمت القروض اللازمة لمواصلة الحرب. ثم أصبحت ثروة روتشيلد متورطة في مصير النزاع، وأصبح بقائها مرهوناً بانتصار المتحالفين، فقام (ناثان) بمراقبة معركة ولنجتون في (واترلو) الشهيرة وكان يتابع مد المعركة وجزرها بحماس المقامر الذي وضع آخر درهم عنده على آخر ورقة رهان.. وكانت هزيمة (بلوشر)(3) قبل يومين من ذلك قد أصابت لندن بنوبة جنونية جعلت الأسهم تتدهور في السوق.. ولما كان روتشيلد قد علم بهزيمة نابليون قبل ساعات من انتشار الخبر فقد سارع إلى شراء الأسهم وجنى من وراء ذلك ثروة ضخمة.
وقد روج روتشيلد القروض الأجنبية في بريطانيا وحدد الأسعار وبالإسترليني وجعل الأقساط قابلة للدفع في لندن. وسرعان ما أصبح الوكيل المالي لكل الحكومات المتقدمة بطلبات للقروض.
وجاء (ليونيل) سنة 1836 ليرث أباه (ناثان) في إدارة فرع لندن. وكان سقوط لويس فيليبس بفرنسا سنة 1848 قد زاد من أهميته في لندن. ولم يلتزم ليونيل التزاماً صارماً بالمصالح المالية كما كان يفعل أبوه، فأخذ يهتم بالقضية اليهودية بشكل خاص والأمور السياسية بشكل عام. وانتخب ممثلاً لمدينة لندن سنة 1847 ثم سنة 1849 و1852. وفي سنة 1858 صدر قرار من البرلمان البريطاني تغير بموجبه (قسم النواب)، الأمر الذي سمح باحتلال مركزه في مجلس العموم وظل محتفظاً به حتى سنة 1874.
والملاحظ أن فرع لندن أثناء إدارة ليونيل له لم يمول اكثر من ثمانية عشر قرضاً حكومياً، منها قرض مجاعة إيرلندة، والقرض التركي سنة 1858.
وقد اشتركت عائلات يهودية أخرى في عمليات تمويل الحكومات، مثل آل لازرد، وأل شيترن، وآل سبير، وآل سلغمان، فعمدت إلى اقتفاء آثار روتشيلد وأساليبهم في إقامة الفروع الإدارية في العواصم الأوروبية بحيث يشرف على كل فرع أحد الأخوة من الأسرة الواحدة. وحدث بعد سنة 1848 أن فتحت الحكومات الأوروبية المجال للاقتراض من الجمهور بدلاً من الاعتماد المطلق على آل روتشيلد. وقد استطاع آل شتيرن جني بعض الثمار وخاصة من القروض البرتغالية. وعمدت المؤسسات اليهودية الصغرى إلى توحيد مواردها، وتمخضت عن ذلك (الأرصدة المتحركة) و(مصرف درسدنر) ومصرف (دوتشي رايخ بانك ببرلين).
وقد اتفق آل روتشيلد مع (بليخر ودر) عند انتهاء الحرب الفرنسية ـ البروسية على دفع مبلغ خمسة ملايين فرنك كتعويض لألمانيا. وفي سنة 1875 قدم لندن قرضاً للحكومة البريطانية بمبلغ خمسة ملايين جنيه استرليني لشراء أسهم في شركة السويس، وبذلك حقق ربحاً كبيراً. وفي سنة 1884 أقرض الحكومة المصرية مليون جنيه.
وقد ثارت فرنسا على (النفوذ السامي لآل روتشيلد) وفي سنة 1876 أنشأت مصرف (الاتحاد العام) برأسمال قدره أربعة ملايين فرنك ثم رفعته إلى 25 مليون فرنك سنة 1878. وقد تقرر أن يكون المصرف (كاثوليكيا) بشكل رئيسي، ولكن (الاتحاد العام) فشل بعد أن واجه العديد من المصاعب وألحق الدمار المالي بالكثير من الأسر الفرنسية. وظل آل روتشيلد وحدهم المنتصرين في ساحة المعركة المالية. تقول دائرة المعارف اليهودية: (إن عاقبة محاولة إقامة منافس كاثوليكي لآل روتشيلد عجيبة.. فالآخرون هم الآن سدنة الثروة البابوية ! ). كان آل روتشيلد يصرون دائماً على إضفاء طابع السرية على عملياتهم.
ولننتقل الآن إلى أسرة وربرغ التي ظهرت في هامبروغ بألمانيا، حيث ولد الأخوة آبي وماكس وبول موريتز وفليكس موريتز.
وقد أصبح آبي مؤرخاً للفن الألماني وكرس حياته للأبحاث. وأصبح ماكس وربرغ من رجال المال والمصارف. وفي سنة 1914 تولى منصب مستشار (رايخسبانك) (مصرف الرايخ). وقد ألف عدة كتب حول المال. وكان المستشار المالي للوفد الألماني في مؤتمر السلام بباريس سنة 1919. وكذلك أصبح بول موريتز وربرغ أحد رجال المصارف وشريكاً في (شركة م.م. وربرغ وشركاه) التي أسست في هامبروغ سنة 1895. وعندما ذهب إلى الولايات المتحدة سنة 1902 التحق بالمؤسسة المصرفية (كوهين ـ لويب وشركاه)، وذلك في نيويورك حيث تقاضى مرتباً سنوياً قدره 500 ألف دولار. وأصبح في سنة 1911 مواطناً أمريكياً طبيعياً وشرع في إعادة تنظيم النظام المصرفي في الولايات المتحدة. ويقال أنه كان أحد رجال المصارف الذين التقوا سراً مع السنتور نلسون ألدريخ في جزيرة جيكل سنة 1910 لوضع تفاصيل ما أصبح يسمى (قانون الاحتياط الاتحادي سنة 1913).
وأما فليكس موريتز وربرغ فقد أصبح مواطناً أمريكياً سنة 1900 وكان، كأخيه بول، من رجال المصارف في هامبورغ بألمانيا قبل ذهابه إلى الولايات المتحدة، وأصبح كذلك عضواً في مؤسسة (كوهين ـ لويب وشركاهم).
وقد أصبح بول وربرغ أول رئيس لمجلس إدارة (مجلس حكام الاحتياطي الاتحادي)، مستقيلاً ـ صدق أو لا تصدق ـ من وظيفته مع مؤسسة (كوهين ـ لويب وشركاهم)، تاركاً راتبه السنوي فيها، والبالغ نصف مليون دولار، مقابل راتبه الجديد بمبلغ اثني عشر ألف دولار سنوياً ! ومن الغريب والمهم أن نلاحظ خلال الحرب العالمية الأولى أن بول وربرغ، ومن خلال المؤسسة المصرفية الأم (م.م. وربرغ) كان مسؤولاً في وزارة الخزانة الأمريكية عن أسهم الحرية، يمول الحرب ضد ألمانيا، بينما كان أخوه ماكس، ومن خلال المؤسسة المصرفية الأم (م.م. وربرغ) في هامبورغ، يمول القيصر ضد الولايات المتحدة.
وقد استقال بول وربرغ من (مجلس الحكام) في مايو 1918 بعد أن (علق الناس على حقيقة أن أخاه كان رئيساً للوكالة السرية الألمانية)، ولكنه استقال بعد فوات الأوان، وكان العقيد هاوس قد أشار في 16 من مارس 1917 بأن بول وربرغ كان (موالياً للألمان في عواطفه).
رغم أن السنتور روبرت ل.أوين اتهم وربرغ بأنه الممثل الأمريكي لآل روتشيلد الأوروبيين، لكن مجلس شيوخ الولايات المتحدة أقر تعيينه من جانب ودرو ويلسون في مجلس الاحتياطي الاتحادي.
والجدير بالذكر، كذلك، أن ابن بول وربرغ (جيمز بول) أصبح نائباً لرئيس (مصرف القبول الدولي) وكان مستشاراً مالياً للمؤتمر الاقتصادي العالمي الذي عقد في لندن سنة 1933. وكذلك كان فريدريك ماركوس وربرغ، ابن فليكس، شريكاً في مؤسسة (كوهين ـ لويب وشركاهم) منذ سنة 1930.
(1) ـ كان تشيف واحداً من قادة (اللجنة الوطنية لإنقاذ ضحايا المذابح الروسية). وترأس صندوق وبناية الدارسات السامية في (هارفرد). وكان أيضاً رئيساً لمجلس إدارة فرع شرق آسيا في متحف نيويورك للتاريخ الطبيعي. وأهدى مكتبة نيويورك عدداً كبيراً من الكتب المهتمة بالأبحاث اليهودية. وأهدى قاعة طلاب اجتماعية لكلية بارنارد. وقد شملت أعماله الخيرية كل مظاهر الحياة اليهودية. وكان رئيساً لدار مونتيفيور، ومساهماً في تبرعات (مستشفى سيناء)، وتولى دوراً قيادياً في إعادة تنظيم (الندوة الدينية اليهودية لأمريكا). وكان أمين (صندوق بارون دو هيرش) (ومدرسة دوباين الزراعية). وقدم الأموال اللازمة لبناء (الاتحاد العبري للشباب اليهودي) في مدينة نيويورك.
(2) ـ ولنجتون قائد وسياسي بريطاني نجح في طرد الجيش الفرنسي من أسبانيا بعد عدة معارك وهزم نابليون الأول في معركة (واترلو) الشهيرة، وعين فيما بعد رئيساً للوزراء ثم قائداً عاماً للجيش البريطاني مدى الحياة (1769 ـ 1852)
(3) ـ بلوشر: 1742 ـ 1819) قائد بروسي في الحروب النابليونية، له أثر كبير في انتصار الحلفاء بليبزج وحملة واترلو.

ليست هناك تعليقات: